احتال النسور.. فتربصت قرطاج.. ثم خاب الأمل!

أطلق الاتحاد التونسي لكرة القدم نداء الاستغاثة مرتين في مدة ثلاثة أشهر، أملا في كسب التأهل لمونديال البرازيل 2014. استغاث في منتصف أيلول/سبتمبر بالاتحاد الدولي (فيفا) فنجح على الورق بالرغم من فشل "نسور قرطاج" على الملعب، حيث خسرت في رادس أمام الرأس الأخضر صفر-2 في آخر مباريات المجموعة الثانية من التصفيات الأفريقية. وجاء في الشكوى أن الرأس الأخضر أشرك لاعبا (وهو فيرناندو فاريلا) كان تحت عقوبة الإيقاف، وقال خبراء زيوريخ إن تونس على حق، فصعد زملاء أيمن عبد النور إلى الدور الفاصل في مكان زملاء رايان منديس. وكان منتخب الأخضر نفسه كسب مباراتين على الورق في ذات المجموعة أمام غينيا الاستوائية!

ثم استغاثت تونس ثانية في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في أعقاب خسارتها القاسية بمدينة ياوندي أمام الكاميرون 4-1 في أياب الملحق الأفريقي، بحجة أن "الأسود غير المروضة" أشركت لاعبين اثنين غير مؤهلين هما جويل ماتيب وإريك-مكسيم تشوبو موتينغ. وهذان اللاعبان يتمتعان بالجنسيتين الألمانية والكاميرونية، علما أن الدستور الكاميروني يمنع الجنسية المزدوجة. لكن الفيفا رفضت الشكوى، ليتأكد - وللأسف - خروج "النسور" نهائيا ورسميا من كأس العالم 2014.

وقد أثارت الشكوى الثانية بخصوص المواجهة الحاسمة أمام الكاميرون أملا كبيرا في تونس، فتربصت قرطاج وكتبت الصحف وتحدث الشارع وانتظرت الجماهير، لكن سرعان ما تحول الانتظار إلى خيبة أمل و..استياء. وبعد انهيار "النسور" - وللأسف ثانية - على المستطيل الأخضر أخفقت تونس على المستوى الإداري، ليدرك الجميع أن المباريات تكسب على الملعب وليس على الورق؟

 

 


وحقيقة المستطيل الأخضر مرة لمن لديه ذاكرة وبرودة الدم. لأي سبب؟ لأن الجماهير التونسية تتذكر أن منتخبها أحرز على الملعب تأشيرة التأهل لكأس العالم أربع مرات، في سنوات 1978 وجيل طارق الذياب، و1998 و2002 و2006. ولم يكن أبدا بحاجة لتجنيس هذا اللاعب أو ذاك كما فعل قبيل المواجهة الحاسمة أمام الكاميرون عندما منحت الجنسية التونسية لستيفان حسين ناطر، لاعب سان غال السويسري وفابيان كامو لاعب غنك البلجيكي.

ولم تتنازل تونس أبدا إلى درجة التعاقد لمدة شهرين مع مدرب أجنبي - الهولندي رود كرول، أحد أمجاد كرة القدم الهولندية في سنوات السبعينات من القرن الماضي - بغية حجز مكانها في المونديال. ولو كان المدرب تونسيا لأحسن التحديث إلى اللاعبين بلهجة تونسية شعبية بسيطة مفهومة محفزة، وربما لتمكن زملاء الحارس معز بن شريفية من ترويض "أسود" الكاميرون؟

ومثلك يا تونس فعلتها بوركينا فاسو، فاستغاثت واحترزت ضد الجزائر لإشراكها "الماجيك" بوقرة، فاشتعلت واغادوغو والتهبت على وقع إشاعة اجتاحت البلاد كعاصفة جارفة وزغرد الناس وقالوا "نحن في البرازيل" وهم لم يكونوا، فنزل الخبر الصحيح ودخل الجميع ديارهم، لتذهب الجزائر مطمئنة إلى بلاد السامبا لأنها كسبت حق المشاركة بجدارة واستحقاق، وكسبت التأشيرة على المستطيل الأخضر.

فيا تونس يا خضراء، عليك بقبول قانون الرياضة وقواعدها، واعملي على مكانتك كما يعمل الجادون، واستفيقي فإن الأمل قائم والأجيال تتجدد، ولا لا تيأسي وفكري أن كأس أمم أفريقيا (2015) على الأبواب وأنها ستجري في المغرب، وأن على منتخبات شمال أفريقيا التألق وإحراز البطولة.

وفكري أنك آخر منتخبات شمال أفريقيا أحرز الكأس.. الأفريقية في 2004.

Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.