نجح المغرب وفاز الرجاء واحتفلت مراكش

العلامة لن تكون كاملة، ولكنها جيدة. فالمغرب نجح بامتياز في تنظيم كأس العالم للأندية لكرة القدم، وكانت المدينتان المضيفتان أكادير ومراكش في مستوى البطولة والتوقعات، وكان الرجاء البيضاوي ممثل المغرب في الموعد، وكانت الجماهير المحلية وفية حاضرة، رافعة شعارات الرياضة والفرحة والبهجة والانتصار.

عندما وصلت إلى المدينة الحمراء مراكش بعد ظهر الأربعاء، كانت الشوارع مكتسية ألوان الرجاء، الأخضر والأبيض، وبدا الغليان فيها واضحا والحركة كثيفة، وكل شيء يوحي بأن الأجواء وراء أسوارها وداخلها حماسية رياضية.

عجت الطرقات بالشباب والسيارات وسارع المناصرون إلى الملعب
وعجت الطرقات بالشباب والسيارات فازدادت شرطة السير يقظة وارتباكا، وسارع المناصرون إلى الملعب الجديد لمآزرة محسن ياجور ورفاقه في مهمتهم الصعبة أمام أتليتيكو مينيرو البرازيلي بزعامة النجم روناليدنيو... وركبت سيارة الطاكسي برفقة زميلي فريد، موفد إذاعة فرنسا الدولية "أر أف إيه"، لنقصد الملعب، والذي يبعد نحو 10 كلم عن وسط المدينة.

السائق كان رجلا في الأربعين من العمر، لا كثير الكلام ولا قليل بل بين ذلك، يجيب عن أسئلتنا بقناعة وبما قل ودل عن آخر المستجدات بالحياة اليومية المغربية وبمراكش السياحية، وبالرغم من أنه لا يعشق كرة القدم إلا أنه مساند للرجاء متمنيا له التوفيق أمام رونالدينيو.

وإذا نظرت شمالا رأيت شبابا يؤدون حركات الرقص على أسطح السيارات يخاطرون بحياتهم، وإذا وليت يمينا شاهدت نساء يركبن دراجات يحملن ألوان الرجاء عالية في سماء مضيئة بشمس ساطعة. وانتابني إحساس بالذهول والإعجاب أمام تلك المشاهد التي لا تصنعها سوى الرياضة.

لم نصل الملعب سوى بشق النفس من شدة الزحام
ولم نصل الملعب سوى بشق النفس من شدة الزحام، ونزلنا من الطاكسي كيلومترا على الأقل قبل المدخل الرئيسي الذي يطغى عليه بورتريه للملك محمد السادس. واستقبلنا شباب في مركز الإعلام المليء بالصحافة الدولية والمحلية، وكان كل شيء جاهزا بما في ذلك وجبة عشاء،  ثم دخل لاعبو الرجاء البيضاوي الملعب تحت هتافات الجمهور، وفجر ياجور ومتولي ومبيدي المفاجأة وأزاحوا رونالدينيو ومينيرو من النهائي لتلتهب المدرجات فالشوارع بعد إعلان الحكم نهاية المباراة.

وخرج سكان مراكش بأسرهم إلى الشارع للاحتفال بالتأهل المفاجئ وفرح عشاق الرجاء لملاقاة بايرن ميونيخ وريبيري ولام ومولر ونوير في النهائي.

وتكرر العرس ثلاثة أيام بعد ذلك وحضر الملك لمشاركة الرجاء إنجازه الكبير والثناء له بالشكر على كسبه قلوب المغربيين وإدخال الفرحة إلى قلوبهم. وبالرغم من فوز بايرن 2-صفر إلا أن الجميع أدرك أن المغرب كسب رهان تنظيم المنافسات الكبرى، علما أنه سيكون البلد المضيف لنسخة 2014 لكأس العالم للأندية ول بعدها لكأس أمم أفريقيا 2015، وفاز الرجاء بلقب الشجاعة والمغامرة، أما مراكش فغنت واحتفلت إلى ساعة مبكرة من صباح الأحد 21 كانون الأول/ديسمبر...
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.