ضربة شمس

لا يوجد زحمة اليوم. لا يوجد سوى الاسترخاء التام. فالشمس قلّما تحرق بهذه الحدة في باريس، في هذا الوقت من العام.  شمس صيف في مدينة، جمالها ينقصه صيف أطول والبحر.

 

قال لي مرة أحدهم أنه لو كانت باريس تطل على البحر لكانت المدينة الفاضلة.  فعلاً لا ينقصها سوى البحر. ليس لما يقدمه البحر من وسائل ترفيه. بل لأن البحر يخلق لسكان ساحله هذا النوع من الحدود، واللا حدود في الوقت نفسه. فأنت تعرف أن ارضك تنتهي عند شاطئه، لكنه يحمل أحلامك بعيداً وتساؤلاتك أبعد "شو في خلف البحر" . يحمل طموحاتك أبعد، إلى الأفق.

 

في باريس، لا أعرف إن كان هناك أفق. فعبر النهر هناك الضفة الثانية، أينما تتوقف يمكنك أن ترى بأم عينيك ما قبل الضفة وما بعد الضفة. بدون أية مفاجآت، بدون أية تساؤلات.

 

في باريس، مدينة الرومنسية، تجد الواقعية في كل مكان، تجد الماضي في كل زاوية، وتجد فضلات الكلاب على كل رصيف.

 

وعلى الرغم من أن الشمس تعني نزهة الكلاب (ما أدراك ما الكلاب في باريس) فإن لسعتها هي كل ما تريد أن تشعر به، وحرارتها كل ما تتوق إليه. فلا يوجد أفضل من ضربة شمس كي تستعيد شاطئ بحرك، وأحلامك التي رميتها فيه.

Tags for all blogs :
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
1 Comments
Merci pour ce texte realiste mais en meme temps romanesque et reveur.

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.